فقال كثير: أنا ما قلت كذا، أتراني قاعداً أصنع ماذا؟ قيل: فجالساً؟ قال: ولا هذا! أجالساً كنت أبول، قيل: فما قلت؟ قال: واقفاً؛ يريد واقفاً على مطيته فهذا هو المعروف من عاداتهم.
وقد قال كثير:
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا ... قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت
والقولص لا يعقلها راكبها إلا إذا نزل عنها، والعقل فوق الركبة.
وقال البحتري:
ما على الركب من وقوف الركاب ... في مغاني الصبا ورسم التصابي؟
التصابي: التفاعل من صبا يصبو إذا اشتاق، وإذا فعل فعل الصبى.
وقال أيضاً:
ذاك وادي الأراك فاحبس قليلاً ... مقصراً من ملامتي أو مطيلا
وهذا ابتداءان في غاية الجودة.
وقال أيضاً:
قف العيس قد أدنى خطاها كلاهما ... وسل دار سعدى إن شفاك سؤالها
وهذا لفظ حسن، ومعنى ليس بالجيد؛ لأنه قال " أدنى خطاها