وهذا أجود من بيت البحتري، لما فيه من الزيادة الحسنة، وهو قوله: "فما تزداد إلا طيباً على القدم"
وقال البحتري:
ترى الليل يقضى عبقةً من هزيعه ... أو الصبح يجلو غرة من صديعه
أو المنزل العافي يرد أنيسه ... بكاء على أطلاله وربوعه
إذا ارتفق المشتاق كان سهاده ... أحق بجفني عينه من هجوعه
وهذا لفظ فحلٌ، ومعان في غاية الصحة والاستقامة.
وللبحتري في وصف الديار والبكاء عليها مذهب آخر، وهو حسنٌ جداً، ومن ذلك قوله:
أبكاءً في الديار بعد الدار؟ ... وسلواً بزينب عن نوار؟
لا هناك الشغل الجيد بحزوى ... عن رسوم برامتين قفار
ما ظننت الأهواء قبلت تحمى ... من صدور العشاق محو الديار
نظرةٌ ردت الهواء الشرق غرباً ... وأمالت نهج الدموع الجواري
وهذا غرض حلو، ومعنى لطيف،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute