للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله قوله، ولكن ليس فيه ذكر البكاء:

أبيت بأعلى الحزن والرمل دونه ... مغانٍ لها ومجفوةٌ وطلولُ

وقد كنت أرجو الريح غرباً مهبها ... فقد صرت أهوى الريح وهي قبول

وذلك لأن القبول هي الصبا، ومهبها من مطلع الشمس، ونحوه قوله:

كلفتني أريحيات الصبا ... طلقاً في الحب ممتد الرسن

نقلتني في هوى بعد هوى ... وابتغت لي سكناً بعد سكن

وقوله:

ما ظننت الأهواء بعدك تمحى ... من صدور العشاق محو الديار

معنىً حسنٌ، وإنما أخذه من قول أبي تمام:

زعمت هواك عفا الغداة كما عفت ... منها طلولٌ باللوى ورسوم

وبيت البحتري أحلى وأبرع وقال البحتري في وجه آخر، وهو أيضاً حسن لطيف:

في كل يومٍ دمنةٌ من حبهم ... تقوى، وربعٌ بعدهم يتأبد

أوما كفانا أن بكينا غربا ... حتى شجتنا بالمنازل ثهمد

<<  <  ج: ص:  >  >>