قوله:«أرسوم دار» من ابتداءاته العجيبة لفظاً ومعنى، وقد ذكرته في بابه من الابتداءات (١).
وقوله:«يجتاز زائرها بغير لبانة» أي إذا عرج عليها زائرها في اجتيازه بها فإنه يجتاز، أي يجوزها ويمضي بغير حاجة قضيت له، وأراد: ينصرف عنها بغير لبانة، فجعل في موضع «ينصرف»، «يجتاز».
وقال البحتري أيضاً:
هب الدار ردت رجع ما أنت قائله ... وأبدى الجواب الربع عما تسائله (٢)
وهذا معنى حلو، ومذهب حسن إلا أنه معنى صدر البيت في عجزه، وهذا قبيح من مثله، وجعل البيت الثاني معلقاً بالأول، والعذر له أن يقال: إنه جعل الدار غير الربع.
وقال أبو تمام في قصيدته التي أولها:
* أي مرعى عين ووادي نسيب *
فعليه السلام لا أشرك الأطـ ... لال في لوعتي، ولا في نجيبي (٤)
فسواء إجابتي غير داع ... أم دعائي بالقفر غير مجيب (٥)