للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد بالتبذل ظهروها للريم، فإن ظهروها للريم ليس بتبذل، ولا هي محجوبة ولا مصونة عن الريم، وإنما كان المعنى يصح وينتظم لو قال: «من كل ريم لو عرف الريم كنه جماله، ثم رآه أو واجهه»، فأما التبذل فقد يقع منها وربما لا يراها (١).

ويروى: «من كل ريم لو تبدى» أي لو ظهر، وليس بشيء؛ لأنها ليس بشيء، لأنها ليست محجوبة عن الريم.

وقال:

أأطلال هند ساء ما اعتضت من هند ... أقايضت حور العين بالعون والربد (٢)

إذا شئت بالألوان كن عصابة ... من الهند والآذان كن من الصغد (٣)

أعجنا عليك العيس بعد معاجها ... على البيض أتراباً على النوى والود (٤)

فلا دمع أو يعفو على إثره دم ... ولا وجد ما لم تعي عن صفة الوجد (٥)

قوله: «حور العين» يريد النساء.

وقوله: «بالعين» يريد بقر الوحش، وقيل لها عين: لعظم أعينها.

والربد: النعام، جعلها ربداً في ألوانها.

وقوله: «كن عصابة من الهند» لأن الهند سمر إلى الصفرة الكدرة وتلك هي الربدة

<<  <  ج: ص:  >  >>