للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تغريدها، وشدة تشوق من يسمع ذلك إلى إلفه، قال رجل من بني نهشل:

أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ... [وأصبر عنها إنني لصبور (١)

وقال جميل] (٢):

أيبكي حمام الأيك من أجل إلفه ... وأصبر مالي عن بثينة من صبر

وقال آخر:

ألا يا حمام الأيك مالك باكياً ... أفارقت إلفاً أم جفاك حبيب (٣)

ومع هذا فقد جعلوا تغريدها أيضاً غناء، لأن من الغناء ما يشجوك فيحزنك، ومنه ما يشرك فيطربك، ولهذا ما جعلوا (٤) نوح الحمام تفجعاً، وسموه غناءً، وبكاء في حال واحدة، ومنه قول الأحوص:

أهاج لك الصبابة أن تغنت ... نطوقة على فنن بكور

تفجع فوق غصن من أراك ... وتحت لبانها فنن نضير

فجعل غناءها تغجعاً.

وقال علي بن عميرة الجرمي:

لقد هاج ذكري أم عمرو حمامة ... بنعمان غنتنا غناء مرجعا

بكت ساق حر بالمراويح وانتحت ... بها الريح في واد أراض وأمرعا (٥)

فقال غنتنا ثم قال: بكت ساق حر، فجعل غناءها بكاءً.

<<  <  ج: ص:  >  >>