وقال آخر:
تغنت برأد من ضحاها فأسمعت ... أخا طرب قد أسلمته عواذله (١)
إذا سجعت كرت بجرس كأنه ... وتحوب ثكلى زايلت من تزايله (٢)
فجعل بكاءها كتحوب (٣) ثكلى.
وقال النابغة:
بكاء حمامة تدعو هديلاً ... مفجعة على فنن تغني (٤)
فجعلها باكية، مفجعة، مغنية.
وقال نصيب:
لقد كدت تبكي أن تغنت حمامة ... على رأدة الأفنان ناعمة الأصل
تهز بها الريح الضعيفة غصنها ... مراراً فتدني فرعه ثم تستعلي
بهاتفة لا تبرح الدهر والهاً ... على إثر إلف أو تنوح على شكل
فقال: تغنت، ثم جعلها والهاً، ونائحة على شكل، أي على شبه ومثل.
وقد هاجني للشوق نوح حمامة ... هتوف الضحى هاجت حماماً فغردا
طروب غدت من حيث بانت فباكرت ... بعولتها غصناً من الأثل أغيدا
تغنت عليه ذات شجو مرنة ... بصوت يشوق المستهام المصيدا
فقال: هاجني نوح حمامة، ثم قال: تغنت.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute