للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* سقى عهد الصبا سيل العهاد (١) *

وهذا مستقيم، والأول ليس بالجيد.

وقد فسر هذا قوم بما يبعد عن المعنى، ولا يليق به، وخلطوا فيه (٢).

قال أبو تمام:

سلام ترجف الأحشاء منه ... على الحسن بن وهب والعراق (٣)

على البلد الحبيب إلي غوراً ... ونجداً والأخ العذب المذاق (٤)

ليالي نحن في وسنات عيش ... كأن الدهر عنها في وثاق

وأياماً لنا وله ولداناً ... غنينا في حواشيها الرقاق (٥)

كأن العهد عن عفر لدينا ... وإن كان التلاقي عن تلاق (٦)

وهذا كلام حلو عذب.

وقوله: «سلام ترجف الأحشاء منه»، لأنه فارق العراق وهو كاره، فسلم سلام مودع متأسف، شديد النفس للشوق والأسف؛ فلذلك قال: «ترجف الأحشاء منه».

<<  <  ج: ص:  >  >>