للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يسوغ مع هذا أيضاً قوله: «إذا هجدا» أن يريد النفسين؛ لأن نفس الإنسان هي التي تنام كما قال الله عز وجل: «والتي لم تمت في منامها» (١) فهذا سائغ (٢) ولكن الغلط وقع عليه في قوله:

هجرتنا يقظى وكادت على عا ... دتها في الصدود تهجر وسنى (٣)

إنما أراد طيفها، وهو يرى طيفها في نومه يقظى كانت أو نائمة.

وقال:

/ طيف تأوب من سعدى فحياني ... أهواه وهو بعيد النوم يهواني (٤)

فيا لها زورة يشفى الغليل بها ... لو أنها جلبت يقظى ليقظان

مهزوزة إن مشت لم تلف هزتها ... في الخيزران ولم توجد مع البان

يدني الكرى شخصها مني ويوقظني ... وجد فيبعد عني شخصها الداني (٥)

وقال:

أما الخيال فإنه لم يطرق ... إلا بعقب تشوف وتشوق (٦)

قد زار من بعد فنهنه من جوى ... ضرم وسكن من فؤاد مقلق (٧)

ولربما كان الكرى سكناً لها ... بعد الفراق إلى اللقاء فنلتقي (٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>