للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في نحو هذا:

حبيب سرى في خفية وعلى ذعر ... يجوب الدجى حتى التقينا على قدر (١)

تشككت فيه من سرور وخلته ... خيالاً أتى في النوم من طيفه يسري

وأفرطت من وجد به فدرى بنا ... على ساعة الهجران من لم يكن يدري (٢)

وقال:

أما معين على الشوق الذي غريت ... به الجوانح والبين الذي أفدا (٣)

/ كيف اللقاء وقد أضحت مخيمة ... بالشام لا كثباً منها ولا صددا (٤)

تهاجر أمم لا وصل يخلطه ... إلا تزاور طيفينا إذا هجدا

وقد يزير الكرى من لا زيارته ... قصد ويدني الهوى من بعد من بعدا (٥)

بتنا على رقبة الواشين مكتنفى ... صبابة نتعاطى البث والكمدا

إما سألت بشخصينا هناك فقد ... غابا وأما خيالانا فقد شهدا

ولم يعدني لها طيف فيفجؤني ... إلا على أبرح الوجد الذي عهدا

لو كان قال: «إلا تزاور طيفينا إذا هجدنا» كان عندي أجود فكأن المعنى إذا هجدت رأيتها في النوم فكأن نفسي ونفسها اجتمعتا، وكذلك إذا هجدت ترى مثل ما رأيت، ويكون طيفينا محمولاً على معنى نفينا؛ لأن (٦) النفس هي التي ترى ما ترى في النوم، وهي التي تمثل أيضاً ما تتمثله في اليقظة.

<<  <  ج: ص:  >  >>