لو كان عهدك كالذي عاهدتنا ... لوصلت ذاك فكان غير رمام (١)
أو لم يمنعه طرده الخيال أن قال بعد هذا:
تجري السواك على أغر كأنه ... برد تحدر من متون غمام
وهذا وإن كان الناس قد تقدموه بتشبيه الثغر بالبرد فإن هذا لفظ وسبك في غاية الجودة والحلاوة والبراعة.
...
وأول من طرد الخيال طرفة فقال:
فقل لخيال الحنظلية ينقلب ... إليها فإني واصل حبل من وصل (٢)
وهذا أعذر من جرير لأنه قال: «فإني واصل حبل من وصل»، فدل على أن الحنظلية هجرته وواصله غيرها فطرد خيالها.
وقد دعا الأعشى على الخيال فقال:
هذا النهار بدا لها من أمرها ... ما بالها بالليل زال زوالها (٣)
أي أزاله كزواله.
وما أظن جريراً، ولا الأعشى قبله كرها الخيال على الحقيقة، وإنما أرادا أن زيارته في غير وقتها شاغلة لنا عن حالنا التي نحن عليها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute