للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجدك ما المكروه إلا ارتقابه ... وأبرح مما حل ما يتوقع

وقد تتناهى الأسد من دون صيدها ... شباعاً وتغشى صيدها وهي جوع (١)

قوله: «أسيف إذا أسففت» يقال: أساف الرجل يسيف: إذا ذهب ماله.

يقول: إنه (٢) يفتقر إذا دنا لمطمع، ويستغني إذا قنع.

وقوله: «وقد تتناهى الأسد من دون صيدها شباعاً» يمدح القناعة، وأن من سبيل الإنسان إذا وجد البلغة اكتفى إلى أن يحتاج.

وقال:

حلي سعاد غروض العيس أو سيري ... وأنجدي في التماس الحظ أو غوري (٣)

كل الذي نترجاه ونأمله ... مضمن في ضرورات المقادير

فما يقرب تقديمي شواسعها ... ولا يباعد ما أدنين تأخيري

تغدو الكلاب ولا فضل يعد لها ... سوى الذي بان من نقص الخنازير

... وقال أبو تمام:

ما يحسم العقل والدنيا تساس به ... ما يحسم الصبر في الأحداث والنوب (٤)

الصبر كاس وبطن الكف عارية ... والعقل عار إذا لم يكس بالنشب

كم ذقت في الدهرين من عسر ومن يسر ... وفي بني الدهر من رأس ومن ذنب

<<  <  ج: ص:  >  >>