وقال:
أمسي زميلاً للظلام وأغتدي ... ردفاً على كفل الصباح الأشهب (١)
فأكون طوراً مشرفاً للمشرق الـ ... أقصى وطوراً مغرباً للمغرب (٢)
وإذا الزمان كساك حلة معدم ... فالبس لها حلل النوى وتغرب
ولقد أبيت مع الكواكب راكباً ... أعجازها بعزيمة كالكواكب
والليل في لون الغراب كأنه ... هو في حلوكته وإن لم ينعب
حتى تبدى الصبح من جنباته ... كالماء يلمع من خلال الطحلب (٣)
والعيش تنصل من دجاه كما انجلى ... صبغ الشباب عن القذال الأشيب (٤)
وهذا من إحسان أبي عبادة الذي يتقدم عل كل إحسان في معناه.
وما قيل في وضوح الصبح أجود ولا أطلف معنى، ولا أبرع من قوله: «كالماء يلمع من خلال الطحلب».
وقوله: «فأكون طوراً مشرقاً للمشرق الأقصى» أجود من قول أبي تمام:
«تغربت حتى لم أجد ذكر مشرق»؛ لأنه يجوز أن لا يكون سمع (٥) أهل بلد يذكرون المشرق، وليسوا جهالاً به.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute