للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاتيك أخلاق إسماعيل في تعب ... من العلا والعلا منهن في تعب (١)

أراد أوردت (٢) صادية الآمال بها أي بالعيس فانصرف عني (٣) الآمال الصادية، وهي العطاش، وأخذت النجح من كثب، أي من قرب.

وقوله: «في ليل كأن له وشياً من النور» أي في ليل شديد الظلمة، فإذا اشتدت ظلمته أشرقت كواكبه ما صغر منها وما كبر، وأحسن ما تكون السماء إذا كانت هذه حالها.

وإلى هذا المعنى ذهب ذو الرمة في قوله:

وليل كجلباب العروس أدرعته ... بأربعة والشخص في العين واحد (٤)

أراد الحلي الذي على جلبابها، شبه الليل به في حسن نجومه، وإنما يريد أنه ادرع ليلاً شديد الظلمة، مضيء الكواكب.

... وفي شدة ظلمة الليل يقول البحتري أيضاً:

والليل في صبغ الغراب كأنما ... هو في حلوكته وإن لم يتعب (٥)

حتى تجلى الصبح من جنباته ... كالماء يلمع في خلال الطحلب (٦)

وهذا معنى ما سمعت في شعر قديم ولا محدث أحسن ولا أروع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>