للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل هذا، وإنما يسبح الله تعالى، وتذكر قدرته على تكوين الأشياء لو جاءوا بأبي العبر (١) أو بجحا فجعلوه خليفة.

فأما الواثق فما وجه تسبيح أبي تمام في أن أفضت إليه الخلافة وأبوه خليفة وهو المعتصم، وجده خليفة وهو الرشيد، وجد أبيه خليفة وهو المنصور، وأخو جده خليفة وهو الهادي، وأخو جد جده خليفة وهو السفاح، وعماه خليفتان: الأمين والمأمون؟ ثمانية خلفاء هو تاسعهم (٢) وقد عدد أبو تمام منهم خمسة في البيت فقال:

يسمو بك السفاح والمنصور الـ ... ـمهدي والمعصوم والمأمون (٣)

وذكر الرشيد قبل هذا بأبيات، وشبه الواثق به قال:

[وجدوا جناب الملك أخضر] واجتلوا ... هارون فيه كأنه هارون

فما وجه التعجب من خلافة من كانت هذه صورته؟

وقوله: «ولقد رأيناها له بقلوبنا» وقوله: «ولذاك قيل من الظنون جلية صدق» فهذه كهانة عجيبة من أبي تمام في الواثق لم يفطن لها غيره.

وعلى أن هذين البيتين رجيدان في نظمهما ولفظهما، ولكنه وضع المعاني في غير مواضعها.

وقوله: «لأمين رب العالمين أمين» يعني محمداً صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>