للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باللفظ يقرب فهمه في بعده ... منا ويبعد نيله فى قربه

حكم فسائحها خلال بنانه ... متدفق وقليبها فى قلبه

كالروض مؤتلقًا بحمرة نوره ... وبياض زهرته وخضرة عشبه

أو كالبرود تخيرت لمتوج ... من خاله أو وشيه أو عصبه

وكأنها والسمع معقود بها ... شخص الحبيب بدا لعين محبه

قوله: «دجت أقلامه» يريد إذا أخذت المداد.

قوله: «باللفظ يقرب فهمه في بعده منا» أي: يقرب فهمه منا لحسن بيانه وتلخيصه، «في بعده» أي: في دقة معانيه.

«ويبعد نيله في قربه» أي: ويبعد أن ينال أحد، أي: يأتي بمثله، «في قربه» يريد أنه مطمع ممتنع، إذا سمعه سامع ظن أنه قريب عليه، وأنه يأتي بمثله، وهو منه بعيد.

وقوله: «فسائحها» أي ما يسيح منها فيجري، أي يتدفق ذلك خلال بنانه.

وقوله: «كالروض مؤتلقاً بحمرة نوره وبياض زهرته»، قد أنكر ذلك على البحتري بعض أهل اللغة وذكر أن النور هو الأبيض خاصة، وأن الزهر هو الأصفر لا محالة، وإنما يضمهما إذا قلت: أنوار وأزهار، فيدخل في هذا اللفظ سائر الألوان.

وقد قال -لعمري- قوم من أهل اللغة -منهم ابن الأعرابي وغيره- إن النور هو الأبيض والزهر هو الأصفر، فما يصنع إذًا بقول حميد بن ثور:

<<  <  ج: ص:  >  >>