للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِأَنَّهُمَا أَشْبَهُ بِقَوْلِهِ: {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} وَالْوَجْهَانِ مُخْتَارَانِ.

وَهَذَا الْمَعْنَى مَوْجُودٌ فِي النَّشْرِ لِغَيْرِ هَذَا بِسَيْرٍ وَغَيْرِهِ.

- وَقَوْلُهُ: {مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

رَوَى حَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ «مَتَاعَ» بِالنَّصْبِ.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى ضَرْبَيْنِ:

أَنْ تَجْعَلَهُ خَبْرَ: «إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعُ».

وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَتِمَّ الْوَقْفُ عَلَى قَوْلِهِ: {بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} ثُمَّ تَبْتَدِئُ:

{مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. عَلَى تَقْدِيرِ: هُوَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ} ثُمَّ قَالَ: {النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ} أَيْ: هِيَ النَّارُ، وَمَتَاعٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَمِثْلُهُ الْأَثَاثُ، وَالْمَتَاعُ فِي اللُّغَةِ: كُلُّ مَا الْتُذَّ بِهِ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَرَحَلْتَ مِنْ سَلْمَى بِغَيْرِ مَتَاعِ ... قَبْلَ الْفِرَاقِ وَرُعْتَهَا بِوَدَاعِ

قَالَ: مَعْنَى «بِغَيْرِ مَتَاعٍ» هُنَا: قُبْلَةٌ كَانَتْ وَعَبْرَتُهُ، وَيُقَالُ: مَتَاعٌ وَأَمْتِعَهٌ وَأَثَاثٌ وَأَثَثَةٌ، وَقِيلَ: أَثَاثٌ وَأَثَثٌ، وَقِيلَ: أَثَاثَةٌ وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ: أُثَاثٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ: أُثَاثٌ وَأُثُثٌ وَآثَاثٌ وَآثَّةٌ، وَمِتَاعٌ وَأَمْتِعَةٌ وامِّتَاعٌ وَمُتُعٌ وَحُجَّةُ حَفْصٍ فِي نَصْبِ «مَتَاعٍ» أَنَّهُ جَعَلَهُ حَالًا وَقَطْعًا.

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا}.

قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيُّ «قِطَعًا» بِإِسْكَانِ الطَّاءِ مِثْلَ قَوْلِهِ: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} وَمَعْنَاهُ بِسَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ تَقُولُ الْعَرَبُ: مَضَى هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْلِ، وَطَبِيقٌ من الليل، ووهل مِنَ اللَّيْلِ، وَقِطَعٌ مِنَ اللَّيْلِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: قِطَعًا فَأَسْكَنَ كَمَا تَقُولُ:

نِطْعٌ، وَالْأَصْلُ نِطَعٌ.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: «قِطَعًا» جَمْعُ قِطْعَةٍ مِثْلَ كِسْرَةٍ وَكِسَرٍ وَكِسْفَةٍ وَكِسَفٍ وَقَالَ الْفَرَّاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «بِقُطُعٍ مِنَ اللَّيْلِ» جَمْعُهُ أْقَطَاعٌ، وَقَالَ الْخَلِيلُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْقِطْعُ طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ وَأَنْشَدَ:

افْتَحِي الْبَابَ فَانْظُرِي فِي النُّجُومِ ... كَمْ عَلَيْنَا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بهيم

- وقوله تعالى: {هنالك تبلوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ}.

قَرَأَ حَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ بالتاء، «تتلو» من التلاوة.

<<  <   >  >>