وقرأ الباقون:«تَلَظَّى» بتاءٍ واحدةٍ مخففة، وأسقطوا تاء تخفيفًا، وجميع ما فِيْ كتاب اللَّه تَعَالى من التاءات اللواتي شدَّدها ابْنُ كَثِيْر - فِيْ رواية البزي - أحدٌ وثلاثون حرفًا قَدْ ذكرتُها كلها فقوله:{فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى} وَقَدْ علمنا أن النار قَدْ يصلاها من كَانَ بغير هَذِهِ الصفة فمعنى ذَلِكَ أن النار دركات وطبقات، فيجازون عَلَى قدر ذنوبهم، كقولُه تَعَالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} فكذلك لا يصلى هَذِهِ النار التي تتلظى إلا الأشقى الَّذِي كذب وتولى.
وقال آخرون: بل جميع من دخل النار بذنوبه فهو يصلي هَذِهِ النار. نعوذ بالله من جهنَّم، ومن عمل يقرب من النار، ونسأله عملا يدني من الجنة ويزلف لديه إنه سميع الدعاء.