للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة التكاثر]

قَرَأَ ابْنُ عَبَّاس وحده: «الْهَاكُمُ» بالمدّ فالألف الأولى توبيخٌ، والثانية ألفُ قطعٍ.

وكان حيَّان من العَرَبِ تفاخروا وتكاثروا بالِإحياء، فقالوا منا فلان ومنا فلان، حَتَّى تفاخروا بالأموات، وزاروا المقابر يعدُّون موتاهم. فأنزلَ اللَّه تَعَالى موبخًا بهم، فَقَالَ: {ألهاكم التَّكاثر}.

وروي عن الكسائي: «أألهاكم» بهمزتين مثل: «أأنذرتهم» والصَّحيح عنْ السبعة كلهم: «أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ» عَلَى الخبرِ بألفٍ واحدةٍ، ثُمَّ أوعدهم اللَّه فَقَالَ: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}.

وقولُه تَعَالى: {لَتَرَوُنَّ الجَحِيْمَ}.

قَرَأَ القراء: «لَتَرَوُنَّ» بفتح التاء إلا الكِسَائِيّ وابن عامر فإنهما ضما التاء، وأجمعوا عَلَى ضم الواو من غير همزٍ لالتقاء الساكنين، إلا ما روى الْعَبَّاس عنْ أَبِي عَمْرو «لترؤن» بالهمز، وهو جائز عند الكِسَائِيّ، خطأ عند الْمَازِنِي والبصريين؛ لأن كلَّ حركة كانت غير لازمة لم يجز همزها، وإنما يجوز قلب الواو همزة إِذَا كانت الضمة والكسرة عليها لازمتين نحو «أُقِّتَتْ» «ووُقِّتَتْ» وإعا، ووعا، والأصل فِيْ «لَتَرَوُنَّ الجَحِيْمَ» لترئيون عَلَى وزن لتفعلون، فنقلوا فتحة الهمزة إلى الراء، وحذفوا الهمزة تحفيفًا، ثُمَّ استثقلوا الضمة عَلَى الياء فحذفوها، فالتقى ساكنان الواو والياء، فأسقطوا الياء لالتقاء السَّاكنين، ثُمَّ التقى ساكنان الواو والنون الشديدة فحركوا الواو بالضمة لالتقاء الساكنين، ومثله: «اشتَرُواْ الضَّلالةَ» ونحوه كَثِيْر.

وقولُه تَعَالى: {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ} لتفعلن أيضا غير أن الواو قبلها ضمة فلم تحتمل الحركة، فأسقطوها لسكونها النون الشديدة، والواو فِيْ لترون قبلها فتحة فاحتملت الحركة.

وقولُه تَعَالى: {عَنِ النَّعِيمَ}.

فِيهِ عشرةُ أَقوالٍ أَحسنُها عنْ ولاية عليِّ بْن أَبِي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

<<  <   >  >>