للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة الروم]

قولُه تَعَالى: {ثُمَّ كان عاقبة الذين أساؤا السُّوأى}.

قرأ أهلُ الكوفةِ وابنُ عامرٍ «عاقبةَ» بالنصب جعلوها خبر «كان» واسم «كان»، «السُّوأى» والسوأى: العذاب هاهنا و «أن كَذَّبُواْ» فِي موضعِ نصبٍ. والتَّقدير: ثُمَّ كان عاقبتهم العذاب لكذبهم، لأنْ كذَّبُوا بآيات الله.

وقرأ الباقون: «عاقبة» بالرفع جعلوها اسم «كان» والخَبر «السُّوأىَ»، والخبرُ والاسمُ هاهنا معرفتان. وإذا اجتمع اسمان نظرت فإن كان أحدُهما معرفةً والآخرةُ نكرةٌ جعلت النكرة الخَبَرَ، والمَعْرِفَةَ الاسمَ. وإذا كانا معرفتين كنتَ بالخِيَارِِ أيهما شئت جعلته خبرا، وأيُّهما شئتَ جعلته اسمًا، و «السُّوأى» اسمٌ على فعلى مثل قصوى.

وأبو عمرو يقرؤها بين بين.

وحمزةُ والكِسَائِيُّ يميلان.

والباقون يفخمون، قَالَ أُفنون التَّغلبي شاهدًا لأبي عمرٍو - والأفنون فِي اللُّغة:

الحَيَّةُ، والعَجُوْزُ:

أَنَّى جَزَوا عامرًا سُوْأَىْ لِفِعْلِهِمُ ... أَمْ كَيْفَ يَجْزُونَنِي السُّوْأَى مِنَ الحَسَنِ

أَمْ كَيْفَ يَنْفَعُ ما تُعْطِى العَلُوقَ بِهِ ... رِئْمَانُ أَنْفٍ إذَا مَا ضُنَّ باللَّبَنِ

وقولُه تَعَالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُوْنَ}.

قرأ أَبُو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر بالياء. أي: يُرَدُّون.

وقرأ الباقون: «تُرْجَعُوْنَ» أي: تُردُّون.

وقولُه تَعَالى: {إنَّ فِي ذَلِكَ لَأَيَاتٍ لِلْعالِمِيْنَ}.

قرأ عاصمٌ فِي روايةِ حَفْص: «لِلْعَالِمِيْنَ» بكسر اللام جمع عالِمٍ، لأنَّ العالِمَ بالشيءِ يكون أحسنَ اعتبارًا من الجاهل كما قَالَ تَعَالى: {وَمَا يَعْقِلُهَا إلَّا العَالِمُوْنَ}.

وقرأ الباقون: «لَأَيَاتٍ لِلْعَالَمِيْنَ» بفتح اللَّامِ، والعالَمُ: هُوَ كلُّ ما خلق الله من الإنس والجن وحيوانٍ وطائرٍ وجامدٍ.

فإن قيل لَكَ: فإذا كان العالَم كما قد فسرت فكيف تكون العبرة من الجَماد والطَّائِر والبَهيمة؟

<<  <   >  >>