للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالجوابُ فِي ذَلِكَ: أن اللَّفظَ‍، وإن كان عامًّا، فإنه يراد بِهِ الخَاصُّ، والتَّقدير:

لآياتٍ للعالمين العقلاء، كما قال تعالى: {وهو فَضَّلَكُمْ عَلَى العالَمِينَ} أي: عالمي زمانهم من النِّساء، والرِّجال. ولم يُرد اللَّه تَعَالى أي: فَضَّلتكم عَلَى الجَماد. وإن كان اللَّه تَعَالى قد فضَّل الْإِنْسَان عَلَى كلِّ ما خَلَقَ عَلَى أن القرآن عِمْرَانَ العالم، الملائكة والإنس والجن.

وحدثنا أَبُو الْعَبَّاس بْن عُقْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نوح، قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا أميرُ المؤمنين أَبُو جَعْفَر المنَصور، عن أَبِيهِ، عن جَدّه، عن ابْنُ عَبَّاس فِي قولِهِ: {الحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمِيْنَ} قَالَ الجنُّ والإنسُ.

وقولُهُ تَعَالى: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُوْنَ}.

قرأ حمزةُ والكِسَائِيُّ: «تَخرُجُونَ» بفتح التاءِ. جعل الفعل لَهُم؛ لأنَّ اللَّه تَعَالى إذا أخرجهم خَرَجُوا هُمْ، كما تَقُولُ: ماتَ زيدٌ. وإن كان اللَّه أماته، ودَخَلَ زيدٌ الجنةَ، وإن كان الله أدخله، لأنَّ المفعولَ بِهِ فاعلٌ إما بمطاوعةٍ أو حركةٍ.

وقرأ الباقون: ««تُخْرَجُونْ» بضمِّ التَّاءِ، وفتح الراءِ عَلَى ما لم يُسمَّ فاعله، وحجَّةُ الأولين قولُه تَعَالى: {يَوْمَ يخرجون من الأجداث سراعا}.

وقوله تعالى: و {كذلك نُفَصِّلُ الآَياتِ}.

اتَّفقُوا عَلَى النُّون. وإنَّما ذكرتُهُ لأنَّ عباسًا رَوَى عن أَبِي عَمْرٍو «وَكَذَلِكَ يُفَصِّلُ الآَياتِ» بالياءِ أي: قُل يا محمد وكذلك يفصل اللَّهُ الآياتِ أي: يُبينها.

ومن قرأ بالنُّون فالله تَعَالى يخبر عن نفسه، يقال: فصَّل الحكم إذا قطعه وفصّل الآيات، أي: بينها، وكذلك تَفصيل الجمل فِي الحساب إنما هُوَ التَّبين والتَّلخيص، والمفصل سُمِّي لكثرةِ الفُصُول فيها ب‍ {بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحيم}.

وقولُه تَعَالى: {وما آتيتم مِنْ رِبًا}.

قرأ ابنُ كثيرٍ وحده: «أتَيْتُمْ» مقصورًا.

وقرأ الباقون بالمَدِّ؛ لأنَّه من الإِعطاء. وهما ألفان، ألف الأولى ألفُ قطعٍ، والثانية أَصْلِيَةٌ، آاتيتم. فلينت الثانية فصارت مدة والدَّليلُ على ذلك الحرف الذي بعده «وما آتيتم من زكاة» لأنهم لم يختلفوا في مده. والربا - هاهنا - ربا حلالٍ، وليس

<<  <   >  >>