للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِي: اقْرَأْ، فَقَرَأْتُ فَقَالَ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ».

- وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ‍، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى بَابِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ:

إِنَّ اللَّهَ قَالَ فِي آيَةِ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَقُلْ كَذَا!

فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ الرُّمَّانُ، أَيْ:

حَبُّ الرُّمَّانِ، وَقَالَ: «أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ، أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ فِي مِثْلِ هَذَا، انْظُرُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا نُهِيتُمْ عنه فانتهوا» (١).


(١) قال الإمام ابن الجزري في النشر: «فأما سبب وروده على سبعة أحرف فللتخفيف على هذه الأمة وإرادة اليسر بها والتهوين عليها شرفا لها وتوسعة ورحمة وخصوصية لفضلها وإجابة لقصد نبيها أفضل الخلق وحبيب الحق حيث أتاه جبريل فقال له (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله معافاته ومعونته وإن أمتي لا تطيق ذلك) ولم يزل يردد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف، وفي الصحيح أيضا (إن ربي أرسل إلى أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف) ثم قال: ثم رأيت الإمام الكبير أبا الفضل الرازي حاول ما ذكرته فقال إن الكلام لا يخرج اختلافه عن سبعة أوجه:
(الأول) اختلاف الأسماء من الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والمبالغة وغيرها.
(الثاني) اختلاف تصريف الأفعال وما يسند إليه من نحو الماضي والمضارع والأمر والإسناد إلى المذكر والمؤنث والمتكلم والمخاطب والفاعل والمفعول به.
(الثالث) وجوه الإعراب.
(الرابع) الزيادة والنقص.
(الخامس) التقديم والتأخير. (السادس) القلب والإبدال في كلمة بأخرى وفي حرف بآخر.
(السابع) اختلاف اللغات من فتح وإمالة وترقيق وتفخيم وتحقيق وتسهيل وإدغام وإظهار ونحو ذلك.
ثم وقفت على كلام ابن قتيبة وقد حاول ما حاولنا بنحو آخر فقال وقد تدبرت وجوه الاختلاف في القراءات فوجدتها سبعة:
(الأول) في الإعراب بما لا يزيل صورتها في الخط‍ ولا يغير معناها نحو (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم).
وأطهر وهل يجازى إلا الكفور، ونجازي إلا الكفور، والبخل والبخل وميسرة وميسرة).
(والثاني) الاختلاف في إعراب الكلمة وحركات بنائها بما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها نحو (ربنا باعد، وربنا باعد، وإذ تلقونه، وتلقونه، وبعد أمة وبعد أمه) (والثالث) الاختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ولا يزيل صورتها نحو (وانظر إلى العظام كيف ننشرها -

<<  <   >  >>