للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {ثلاث عَوْراتٍ لكُمْ}.

قرأ أهلُ الكوفةِ إلا حَفصًا: بالنَّصب ردًا عَلَى ما قبله، أي: فليستأذنوا ثلاث مرّات.

وقرأ الباقون: بالرَّفع عَلَى الابتداء.

قَالَ ابنُ مجاهدٍ: واتفق الناس عَلَى إسكان الواو فِيْ «عَوْرَاتٍ» ولا يجوز غير ذَلِكَ. فقلتُ لَهُ: قرأ الأعمش «ثَلاثُ عَوَراتٍ» بفتح الواو. فَقَالَ: هو غَلَطٌ‍.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الله: إن كانَ جَعَلَهُ غَلَطًا من جهةِ الرِّوايةِ فقد أصاب. وإن كان غلَّطه من جهة العَرَبيَّةِ فليس غَلَطًا؛ لأنَّ المُبَرِّد ذكرَ أن هُذَيْلًا من طابخة يقولون فِيْ جَمْعِ جَوْزَةٍ ولَوْزَةٍ وَعَوْرِةٍ: عَوَرات ولَوَزات وجَوَزات.

وأجمعَ النَّحويون أنَّ الإسكانَ أجودُ، ليفرَّق بين الصَّحيح والمُعتل، لأنَّ الواوَ إذَا تَحَرَّكت، وانفتح ما قبلها صارت ألفًا، فوجبَ أن يُقال: عارات، وجازات، ولازات، وذوات الياءِ نحو بَيْضَةٍ، وبَيْضَات فيها ما فِيْ ذوات الواو، والاختيار الإسكان، ألا تَرى أنَّ قَوله: «فِيْ روْضَاتِ الجَنَّاتِ» ما قرأ أحدٌ رَوَضَات، وكذلك عَوْرَاتِ مثل رَوْضَات.

وقولُه تَعَالى: {وَيَومَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ}.

قرأ أَبُو عَمْروٍ فِيْ رواية نَصرٍ، وعُبيد، وهارون: «وَيَومَ يَرْجِعُونَ إلَيْهِ» وروى اليزيدي، وعبد الوارث: «وَيَوْمَ يُرْجَعُوْنَ إِلَيْهِ» بالضَّم أي: يردُّون. كَذَلِكَ قرأ الباقون» «يُرْجَعُوْنَ».

وفي هَذِهِ السُّورة ياءان:

{يَعْبُدُوْنَنِيْ لا يشركون بي شيئًا}.

اتَّفَقَ النَّاسُ عَلَى إسكانِها تخفيفًا.

<<  <   >  >>