{تَعْبُدُونَ» و «ما» لغيرِ الإِنس. ولو دخلَ عيسى وعزيزٌ فيمن عُبد فِيْ هَذِهِ الآية لقيل:
«إنكم ومَنْ تعبدون»، لأن «مَنْ» للإنس خاصةً. وبلغَ الفرزدقُ أنَّ جريرًا قَالَ:
يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّان من جَبَلٍ ... وَحَبَّذَا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانَا
فَقَالَ الفَرزدقُ: لو كانوا قُرُودًا؟
فَقَالَ جريرٌ: أخطأ، ولو كانُوا قرودًا لقلتُ: «ما»، و «إنَّمَا» قلت: «مَنْ».
وقرأ الباقون: «وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ» بالنُّونِ، الله تَعَالى يُخبر عَنْ نفسه. «وَمَا يَعْبُدُونَ» بالياءِ مثل الأولين.
وقَرَأ ابنُ عامرٍ: «وَيَومَ نحشرهم ... فَنَقُولُ» بالنُّون أيضًا.
وقولُه تَعَالى: {مَكَانًا ضَيِّقًا}.
قرأ ابن كَثيرٍ بروايةِ قُنبل «ضَيْقًا».
وقرأ الباقون «ضَيِّقًا».
فَقَالَ قومٌ: الضَّيْقُ والضَّيِّقُ: لغتان.
وَقَالَ آخرون: الضِّيِّق: فما يرى لَهُ حدٌّ، والضَّيْق: فيما لا يرى ولا يجد فتَقُولُ:
بيت ضَيِّقٌ وفيه ضَيْقٌ، وصدرٌ ضَيْقٌ.
وفيه قول آخر: يجوز أن يكون مكانًا ضَيْقًا - بالتَّخفيف - أراد ضَيِّقًا، كَمَا تَقُولُ: هَيْنٌ لَيْنٌ مَيْتٌ، والأصل: هَيِّنٌ لَيِّنٌ مَيِّتٌ.
واتَّفقُوا عَلَى «مقُرنين» بالياء، لأنَّه نصبٌ عَلَى الحالِ، إلا أبا شَيْبَة المَهْرِي فإنه قرأ مُقَرَّنُونَ بالواو، أي: هو مقرنون.
وقولُه تَعَالى: {تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالغَمَامِ}.
قرأ ابنُ كثيرٍ ونافعٍ وابنُ عامر «تشقق» مشددا أرادوا: تشقق فأدغموا، ومعناه:
تتشقق السماءُ، عَنْ الغمام الأبيض، ثُمَّ تنزل منه الملائكة، ف «عَنْ» و «الباء» تتعاقبان كقولهم: سَأَلَ زيدٌ بكذا يريدون: عَنْ كَذَا. قَالَ الله تَعَالى: {سَأل سَائلٌ بِعَذَاْبٍ وَاْقعٍ} أي: عَنْ عذابٍ وأنشد.
دَعِ المغمر لا تسأل بمصرعه ... واسأل بمصقلة البكري ما فَعَلا
وقرأ الباقون «تَشَقَّقُ» مخفَّفًا أرادوا - أيضًا -: التاءين فخزلوا واحدةً.