للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تَعَالى: {بِزِيْنَةٍ الكَوَاكِبِ}.

قرأ حمزةُ وحفصٌ: «بزينةٍ» منونًا و «الكَواكِبِ»: خفضًا، جعلًا الكواكبَ هِيَ الزِّينةَ وبدلًا منها.

وقرأ عاصمٌ فِي روايةِ أَبِي بكرٍ «بزينةٍ» منونًا أيضًا، «الكَوَاكِبَ» نصبٌ مفعولٌ أي: بزينتنا الكواكبَ فعندَ البَصريين يُنصب «بِزِيْنَةٍ» لأنَّ المصدر يعملُ عملَ الفعلِ وعند الكُوفيين لا يُشقُّ من المَصدر.

وقرأ الباقون: «بِزِيْنَةِ الكَوَاكِبِ» مضافًا «وحِفْظًا مِنْ كلِّ شَيْطَانٍ» نُصِبٌ عَلَى المصدرِ، أي: وحفظناها حِفظًا من كلِّ شيطانٍ ماردٍ.

وقولُه تَعَالى: {لَا يَسَّمَّعُوْنَ إلى المَلَإِ الَأعْلَى}.

قرأ حمزةُ والكِسَائِيُّ وحفصٌ، عنْ عاصمٍ: «لَا يسَّمَّعُوْنَ» مُشدَّدَ السينِ والمِيمِ أرادوا: لا يَسْتَمِعُوْنَ فأدغموا التَّاءَ فِي السِّين؛ وذلك أن اللَّه تَعَالى منعهم من الاستماع ورجمهم بالنُّجوم، فَقَالَ: {إنَّهم عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُوْلُوْنَ} ولكنهم كانوا يَتَسَمَّعون، كما قَالَ: {وإنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ للِسَّمْعِ} قبل مولدِ رَسُولِ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهابًا رَصَدًا}.

وقرأ الباقون: «لا يَسْمَعُوْنَ» مخفَّفًا؛ وذلك أَنَّكَ تَقُولُ تَسَمَّعْتُ إلى فلانٍ، وسمعتُ إِلَيْه بمعنًى، كقولِ العربِ: أَلم تَسمع إلى فلانٍ، ومثله «وأُمِرْتُ أنْ أَكُوْنَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ» وإنما أنكرَ بعضهم التَّخفيف. قَالَ: لأنِّي لا أقول سمعتُ إلى فلان، وإنما سَمِعْتُ فلانًا، وهذا وإن كان الأكثر فإن ذَلِكَ جائزٌ عربيٌ «ويُقْذَفُوْنَ» بضمِّ الياء لا غيرُ؛ لأنَّهم مفعولون؛ لأنَّ الشَّياطين تُرجم، ولا تَرجم. يقال: قَذفته بالحجر، وحَذَفْتُهُ بالخشب، وخَذَفْتُهُ بالحَصَى.

{مِنْ كلِّ جَانِبٍ دُحُوْرًا} بضمّ الدالِ لا غيرُ، إلا السُّلَمِيُّ والحَسَنُ، فإنهما قرءا: «دَحُوْرًا» أو أحدهما، وقد ذكرت علَّته فيما مضى.

وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ. أي: دائِمٌ.

وحدَّثنا ابنُ مجاهدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حبَّان، عنْ مُحَمَّد بْن يَزيد، عنْ ابْنُ مَهدي، عنْ سُفْيَان، عنْ الْأَعْمَش، عنْ مُجاهدٍ، عنْ ابْنُ عَبَّاس أَنَّهُ قَرَأ «لا يَسْمَعُوْنَ» بالتَّخفيفِ.

<<  <   >  >>