للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: الشَّمسَ والقَمرَ، وقال المُفضل: يعني بالقَمرين محمدًا، وإبراهيمَ خليلُ الرَّحْمَن عليهما السَّلام، قَالَ ابْنُ خالويه: من قَالَ سُنَّة العُمرين عُمَر بْن عَبْد العزيز فقد أخطأ؛ لأن قَتَادَةَ قَالَ: قد قيلَ: سُنَّة العُمرين قبل أن يُولد عُمَر بْن عَبْد العزيز. وقالوا لعلي: سُنّ سُنَّةَ العُمرين، يعنُون أبا بكرٍ وعمرَ، ونحوه قول العرب: الأصرمان:

الذئب والغُراب، والَأقْهَبَانِ: الفِيْلُ والجاموسُ، والأسودان: التّمرُ والماءُ، والأصفران:

الذَّهبُ والزَّعْفَرَانُ، وأهْلَكَ الرّجالَ الأحمران: اللّحمُ والخَمْرُ، والجديدان: اللَّيْلُ والنَّهار، وينشد:

إنَّ الجَدِيْدَيْنِ إِذَا ما اسُتَوْلَيَا ... عَلَى جَدِيْدٍ أَدْنَيَاهُ لِلْبِلَى

ويُقال: ذَهَبَ مِنْهُ الأَطْيَبَان: الأكلُ والنِّكاحُ، وَيُقَال: الخَمرُ والزِّنا.

وقولُه تَعَالى: {وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}.

يعني الكافَر وقَرينه. وذلك أنَّ حكُمَ المشتركين فِي المصيبة والبلاء أن يخفف ذَلِكَ عليهما ليتسلى بعضٌ ببعضٍ كما قَالَتْ الخنساء:

يُذَكِّرُنِي طُلُوعُ الشَّمسِ صَخْرًا ... وَأَذْكُرُهُ بِكُلِّ مَغِيبِ شَمْسِ

وَلَوْلَا كَثْرَةُ البَاكِيْنَ حَوْلِى ... عَلَى أَحْبَابِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِيْ

وَمَا يَبْكُوْنَ مِثْلَ أَخِيْ وَلَكِنْ ... أُعزّى النَّفْسَ عَنْهُ بالتَّأَسِّ

فَقَالَ اللَّه تعالى: إن اشتراكهم فِي النّار لن يَنْفَعَهُم ولن يُسلِّيْهمْ.

وقرأ الباقون: «حتَّى إذا جاءَنَا» عَلَى التَّوحيدِ وإنما أُفرد بالخطاب لأنَّه الَّذِي أُفرد بالخطاب فِي الدنيا، أقيمت عَلَيْهِ الحُجة بتوجيه الرَّسُول إِلَيْه، فأجتزأ بالواحد عنْ الاثنين كما قَالَ اللَّه تَعَالى: {لَيْنْبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ} والأصل، ليُنبذانِ بمعنى هُوَ وماله.

وقولُه تَعَالى: {أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ}.

قرأ عاصمٌ فِي روايةٍ حَفْصٍ: «أَسْوِرَةٌ» وقد رُويت عنْ الحسن كذلك، ف‍ «أسورة» جمع سوار.

قَالَ أَبُو عُبَيْد: وقد يكون أسوار جمع أَسورة، وفي حرف عَبْدِ اللَّه «أساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ» بغير هاء شاهدٌ لمن جمع.

قولُه: {فَجَعَلْناهُمْ سَلَفًا}.

قرأ حمزةُ والكِسَائِيُّ: «سُلُفًا» جمع سليف.

<<  <   >  >>