وفيها قراءةٌ ثالثةٌ، قرأ الْحَسَن:«لا تُرى» بالتاء والضم لتأنيث المساكن.
وقولُه تَعَالى:{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ}.
قرأ ابنُ عامرٍ:«أَأَذْهَبْتُمْ» بهمزتين الأولى ألفُ توبيخٍ بلفظ الاستفهامِ، ولا يكون فِي القرآن استفهامٌ، لأنَّ الاستفهام استعلام ما لا يُعلم والله تَعَالى يعلم الأشياء قبلَ كونِها فإذا وردَ عليك لفظةٌ من ذلك فلا تخلو من أن يكونَ توبيخًا أَوْ تقريرًا، أَوْ تعجبًا أَوْ تسويةً أَوْ إيجابًا أَوْ أمرًا. فالتّوبيخ «أأذهبتم»، والتَّقرير {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} والتَّعَجُّبُ {القَارِعةُ ما القَارِعَةُ} و {الحاقة مَا الحَاقَّةُ} و {كيف تكفرون} والتسوية {سَوَاْءٌ عليهم أأنذرتهم} والإيجاب {أَتَجْعَلُ فِيْهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيْهَا} والَأمرُ {أأسلمتم} معناه: أَسلِمُوا، والألف الثّانية ألفُ القَطع. فإذا اجتمع همزتان فأكثرُ العرب والقراء يُلينون الثانية تخفيفًا. فلذلك قرأ ابنُ كثير «آذْهَبْتُمْ» بألفِ مُطولة.
وقرأ الباقون:«أَذْهَبْتُم» عَلَى لفظِ الخبرِ بألفٍ واحدةٍ، فيحتمل هَذَا أن يكونوا أرادوا: أَأَذهَبْتُم فخزلوا ألفًا تخفيفًا. ويجوز أن يكونَ تأويلُه: ويوم يُعرض الَّذِيِْنَ كفَروا عَلَى النَّارِ، يُقالُ لهم: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ، قَالَ عُمَر بْن الخطاب رحمة اللَّه عليّه لو شِئْتُ أن