للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التَّشديدَ فحذفُوا إحدى الياءَين كما فِي هَين ولَين ومَيت وكَينونة، ولولا أنَّه مخففٌ من مُشدَّدٍ لقيل: كونونة وروحان وميوت.

وقولُه تَعَالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَاْ اللُّؤلُؤ والمَرْجَانِ}.

قرأ أهلُ الكوفةِ وابنُ كثيرٍ وابنُ عامر: «يَخرج» بفتح الياءِ جعلوا الفعلَ للؤلؤ والمَرجان.

وقرأ نافعٌ وأبو عَمْرٍو: «يُخرج» عَلَى ما لم يُسم فاعله، والشاهد على هذه القراءة {وتستخرجوا مِنْهُ حِلْيَةً} فهو مفعولةٌ لا فاعلةٌ. والمرجانُ: صغارُ اللُّؤلؤ، والواحدة: مُرجانة.

فإن سَأَلَ سائلٌ، فَقَالَ: اللُّؤلؤ يخرج من الماءِ الملح لا من العَذاب فلِمَ قَالَ:

منهما؟

ففي ذَلِكَ ثلاثة أجوبة:

إحداهنَّ: أَنَّهُ أراد تَعَالى: يخرج مِنْهُ فَقَالَ: منهما كما قَالَ تَعَالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ} وإنَّما الرُّسل من الِإنْسِ لا مِنَ الجِنِّ.

والجوابُ الثَّانِي: أنْ يكونَ قد خَرَجَ اللُّؤْلُؤُ من العَذْبِ مرَّةً ويخرجه اللَّه مِنْهُ، وإن لم يكن معتادًا كثيرًا ككثرة الملح.

والجوابُ الثالث: أَنَّهُ لا تتكون في الصدفة إلا بقطر السَّماء إذا أمطرت، ويعني بالبَحرين بحرُ السَّماءِ، وبَحْرُ الَأرض، وبينهما بَرْزَخٌ أي حاجزٌ لا يبغيان أي لا يَبغي الملح عَلَى العذب فيصير ملحًا. والبرزخ: عَلَى ضربين بَرزخ يُرى، وبرزخ لا يُرى، وصلَّى عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بالنَّاسِ فَنَسِىَ برزخًا، ثُمَّ عاد فانتزع الآية ورجع إلى موضعه.

يعني أَنَّهُ ترك ثُمَّ قرأ نحوًا من مائة آية. ثُمَّ ذكر فرجع إلى الآية فقرأها.

وقولُه تَعَالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}.

قرأ حمزةُ والكِسَائِيُّ: «سَيُفْرُغُ لَكُمْ» بالياء.

وقرأ الباقون بالنُّون، فمَن قرأ بالياءِ عَلَى قولِهِ {يسئله مَن فِي السَّمَاوَاتِ} ومن قرأَ بالنُّون فاللهُ تَعَالى يُخبر عنْ نَفْسِهِ.

وفيه قراءةٌ ثالثةٌ: روى حُسَيْنٌ، عنْ أَبِي عَمْرٍو: «سَيُفْرَغُ» بالياء وفتحِ الراءِ، لأنَّ العربَ تَقُولُ فَرَغَ يَفْرُغُ، ويَفْرَغُ للحرفِ الحَلْقِيّ، وهي الغَين، مثل نَهَقَ ينهق، وصبغ

<<  <   >  >>