للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- وقولُه تَعَالى: {وإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}.

قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وحده: «وُقِّتَتْ» عَلَى الَأصِل، لأنَّها فُعَّلت من الوَقْتِ مثل قولُه: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ} قَالَ يونس بْن حَبيب: كأنّما أسمع هَذَا الحرف من فيِّ سيدنا أَبِي عمرِو بْن العلاء: «وإذَا الرُّسُل وُقِّتَتْ» قَالَ أَبُو عَمْرو: إنَّما تَقُولُ: أقتت من يَقُول فِيْ وجوه أجوه.

وقرأ الباقون: «أُقتت» استثقلوا الضَمَّةَ عَلَى الواو فقلبوها همزة كما يستثقلون فِيْ المكسور نحو إشاح ووِشاح وأعا ووعا.

فيها قراءةٌ ثالثةٌ: قَرَأَ أَبُو جعفر المَدني والحسن: «وُقِتَتْ» بتخفيفِ القاف جعلاه فُعِلَتْ من الوقتِ مثل ضُرِبَ.

وقولُه تَعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}.

قَرَأَ نافعٌ والكِسَائِيُّ: «فقدَّرنا» مشددًا قيل للكسائي لم اخترت التشديد واسم الفاعل مبنيًا عَلَى هَذَا الفعل؟

فَقَالَ: بمنزلةِ: {فَمَهِّلِ الكَافِرِيْنَ} ثُمَّ قَالَ: {أَمْهِلْهُم} ولم يَقُل: مَهِّلْهُم يعني: إنّه أتى باللُّغتين كلتيهما، ومثله: {فَإنِّي أُعذّبُهُ عَذَابًا} ولم يقل تَعْذِيْبًا.

وقرأ الباقون: «فَقَدَرْنَا» مخففًا، ولو كَانَ مشدَّدًا لكان فنعم المُقَدِّرُوْنَ، وكلتا القراءتين حسنةٌ.

قَالَ الفَرَّاء: تَقُولُ العربُ قَدَرْتُ الشيءَ بمعنى قدَّرتُ.

وقولُه تَعَالى: {جِمَالَتٌ صُفْرٌ}.

قَرَأَ حمزةُ والكِسَائِيُّ وحفصٌ، عنْ عاصم: «جمالة» عَلَى لفظ‍ الواحد فهذا وإن كَانَ واحدًا فإنه جمعٌ فِيْ المعنى، ولقوله: «صُفْرٌ».

وقرأ الباقون: «جمالات» بكسرِ الجِيم ورفعِ التَّاء وجمال وجمالات جميعًا جمعاه كأنَّه جمعُ الجَمعِ كما تَقُولُ: رجال ورجالات، وبيوت وبيوتات. فالهاءُ فِيْ قولُه: «كأنَّه» كناية عنْ الشَّرَرِ، لأنَّها «تَرْمِيْ بِشَرَرٍ كالقَصْرِ» فقيل: القصر المبني عظمًا وكبرًا.

وقال آخرون: يعني أصولُ الشَّجرِ الغِلاظ‍.

قَالَ ابنُ عَبَّاس: «كالقَصَر» بفتح الصَّاد والقاف جمع قصرة وهي أصول النخل.

<<  <   >  >>