للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصَدْرٍ مُشْرِقِ النَّحْرِ ... كَأَنْ ثَدْيَيهِ حُقَّانِ

يريد: كأنَّ فخفف، أَنشدني ابنُ مُجاهدٍ:

فَلَو أَنْكِ في يوم الرخاء سألتني ... فراقك لم أبخل وأنت صديق

وتكون بمعنى قد ولم كقوله تَعَالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ} قيل: فيمَ لم نمكنكم، وقيل: فيما قَدْ مكناكم.

والوجهُ السَّابعُ: أن بمعنى إذْ كقوله تَعَالى: {اتَّقُوا اللّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} أي: إِذ كنتم.

والوجه الثامن: إن أمر من مان يمين: إِذَا حانَ وقت الشيءِ فإذا أمرت قلت: إِنْ كما تَقُولُ: مِنْ من مانَ يمين مَيْنًا: إِذَا كذب مِنْ ومن حان يَحين حِنْ ومن رانَ يرين رِنْ.

قَالَ اللَّه تَعَالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ} ثُمَّ فسر أن الْإِنْسَان {خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ} مهين {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} أي: صلبُ الرَّجُلِ وتَرِيْبَةِ المَرْأَةِ، وهي معلق الحلى عَلَى الصَّدرِ. وفي الصُّلب ثلاثُ لُغاتٍ: الصُّلْبُ وهي قراءَةِ النَّاس والصُّلُبُ بضمتين، وقرأَ بذلك عِيسَى ابن عُمَر، والصَّلَب بفتح اللام والصَّاد قَالَ العَجَّاج:

فِيْ صَلَبٍ مِثْلُ العَنَاْقِ المُؤْدِمِ

ولغةٌ رابعةٌ: صالب، قَالَ الْعَبَّاسُ بْن عبدِ المُطَّلب يَمْدَحُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

مِنْ قَبْلِهَا طبتَ فِيْ الظّلال وفي ... مُستودع حيثُ تخصف الوَرَقُ

ثُمَّ هَبَطتَ البلادَ لا بَشَرٌ ... أَنْتَ ولا مضغة ولا علق

بل نطفة تركب السَّفين وَقَدْ ... ألجمَ نَسْرًا وقومَهُ الغَرَقُ

تُنقَلُ من صَالبٍ إلى رَحِمٍ ... إِذَا مَضَى عامٌ بَدَا طَبَقُ

قَد احتَوى بَيْتُكَ المُهذُّبُ من ... خِنْدِفَ عَلياءَ تَحتها النُّطُق

فأنت ما ظهرت أشرقت الأرض ... وضَاءَت بنُورِك الأُفُقُ

<<  <   >  >>