أحدهما: أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب، فإذا تعارض حب تعالى الله وحب غيره سبق حب الله تعالى حب ما سواه، فرتب على ذلك مقتضاه.
الأمر الثاني: الذي يستقيم به القلب: تعظيم الأمر والنهى، وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي؛ فإنَّ الله تعالى ذَمَّ مَنْ لا يُعظم أمره ونهيه، قال ﷾: ﴿ما لكم لا ترجون لله وقاراً﴾ [نوح: ١٣] قالوا في تفسيرها: ما لكم لا تخافون لله تعالى عظمة» (١).
فعلامة ودلالة صدق محبتنا هي في مدى طاعتنا لأوامر الله وأوامر رسوله ﷺ واجتناب النواهي، ولنعرض محبتنا على هذه فعل الأوامر وترك النواهي، وبقدر ما تزيد الطاعات بقدر ما تزيد هذه المحبة، ومن ثم تترتب عليها اللذة والحلاوة التي يجدها المؤمن؛ وذلك في سعادة نفسه، وراحة باله، وطمأنينة قلبه، وانشراح صدره.
وهذه أمور يبحث عنها الناس خاصة في هذا العالم الذي كثرت فيه الماديات، وتعلقت قلوب الناس بها، واستعبدت نفوسهم، فإذا فقد الإنسان من مظاهر الدنيا وأمورها شيئًا تَكَدَّر وحزن واهتم لذلك الذي فقده؛ لتعلقه بأمر الدنيا، فلا يستطيع الإنسان أن يَبتعد عن مثل هذه الأمراض التي اعترت قلوب كثير من الناس إلا باللجوء إلى الله ﷿ وصدق محبته، ولا ننسى أن العبادة الحقة هي كمال المحبة مع كمال الذل؛ فلماذا يحرم الإنسان نفسه من حلاوة محبة الله ﷿ ومحبة رسوله ﷺ؟ ولماذا لا يذوق لذة هذه الحلاوة؟!
ثم انظر للأمر الثاني وهو (الحب في الله)؛ فإذا أحببتَ فيجب