للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى النفس كل معصية من المعاصي، فإذا وجد الإنسان هذه الحلاوة فهيهات أن يجد في قلبه مكانًا للغِلِّ، أو مكانًا للحسد، أو مكانًا للحقد، أو مكانًا للكبر، أو مكانًا للاستهزاء، أو نحو ذلك من المعاصي والذنوب.

فعلينا أن نعرض قلوبنا على هذه الأمور الثلاثة:

ما حالنا مع محبة الله ومحبة رسوله ؟

وما حالنا مع محبة ما يحبه الله ﷿؟

وما حالنا مع كراهة ما يَكرهه الله ﷿؟.

فإذا كان حالنا على هذه الأوصاف التي ذكرها النبيُّ ؛ فسنجد حلاوة الإيمان لا محالة؛ لأن النفس لابد أن تسكن لشيء، فإذا كان سكونها وراحتها وطمأنينتها في مقام الإيمان؛ ففهذه هي السعادة في الدنيا والآخرة، وبهذا تستغني، وبهذا تزكو، والله ﷿ قد قال: ﴿قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها﴾ [الشمس: ٩، ١٠].

ولنا في الناس عبرة! فانظر إلى أولئك الذين انغمسوا في الشهوات وفي رذائل الأمور؛ كمَن انغمس- مثلًا- في المخدرات، ومالت نفسه إلى هذا الطريق المظلم، فيكون في هذا ضياع دينه وماله وعرضه وعقله وكل أمره؛ لأنه اتبع هواه، ولذلك قال الله ﷿: ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا﴾ [الكهف: ٢٨]، أي: أصبح مضيعً؛ فلم يَعد يعرف ما به صلاح نفسه، حتى إن الواحد مِنْ هؤلاء قد يُختم له بخاتمة سوء والعياذ بالله؛ لأنَّ بعضهم قد يتعاطى هذه الأشياء في دورات المياه، ويصل به الحال أن يموت ووجهه في المرحاض؛ لأن قلبه قد تعلق بمثل هذه الأمور، فانظر إلى هذه الخاتمة والعياذ بالله.

<<  <   >  >>