ثم انظر إلى ذاك الذي مات وهو ساجد في بيتٍ من بيوت الله ﷿، فشَتَّان بين الحالين.
ولذلك قال ﷺ:«ذاق طعم الإيمان مَنْ رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا»، فالإيمان له طعم يذوقه المؤمن، كما أنَّ له حلاوة؛ إذا رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وبالطبع عمل لازم هذا الرِّضا.
ولذلك المؤمن المستقيم تجده في سعادة، وتجد في عموم أمة النبي محمد ﷺ من الخير ما لا يُوجد في غيرها من الأمم.
ونحن نرى في عالم اليوم كيف أنَّ أهل الكفر إذا عرفوا هذا الدين معرفة صحيحة، أو رأوا تعاليمه- أقرُّوا بكماله وسُمُوِّه وما لَه من مكانة سامقة، وبالتالي نرى الداخلين في دين الله ﷿ يزداودن كلَّ يوم.
ومع ما نراه من حملة شعواء على الدِّين، وعَداء له مِنْ قِبل أعدائه، ومع ما نراه من خلل وانحراف عند بعض المسلمين، إلا أنه من النادر أن يرتد عنه من انتسب إليه؛ إذا كان يعرف حقيقته، وما نسمعه من تنصير ونحو ذلك إنما هو لفئة قليلة قد تكون جاهلة لا تعرف الدِّين، بعد أن احتال عليهم أولئك المحتالون بأنواع الحيل، ومنها العمل على تنصير أطفال المسلمين، ومن ذلك ما يفعلونه في بعض دول الإسلام؛ حيث يبنون للأطفال اليتامى دورًا؛ يبثون فيها النصرانية، ويربونهم عليها.
أو يأتون لقرى نائية ويقدمون لهم المساعدات الغذائية ونحو ذلك، ويدعونهم إلى النصرانية حتى يحصلوا على هذه المساعدات ..
ومما يحكى أنهم في إحدى تلك البلدان؛ لما نصروا قرية جاءوا يُمَنُّونهم ماذا تريدون؟ قالوا: نريد أن نذهب إلى مكة للحج.