ويُحَرِّمون حرامَه، ويُؤمنون بمتشابهه، ويعملون بمُحكمه»؛ فاتِّباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها، لكن خَصَّها بالذكر لمزيتها؛ ولا شك أنها أعظم أمر بعد الشهادتين.
ثم قال: وكذلك قوله لموسى: ﴿إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري﴾ [طه: ١٤]، وإقامة الصلاة لذكره تعالى مِنْ أَجَلِّ عِبادته.
وكذلك قوله تعالى: ﴿اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا﴾ [الأحزاب: ٧٠]، فلا شك أن القولَ السَّديدَ مِنْ تقوى الله، ولكن أحيانًا تُمتحن التقوى في نفس العبد، وبخاصة في الأمور التي فيها حظٌّ للنفس، فقد يخطئ شخص في حقك خطأ غير متعمد، ولكن أحيانًا من ضعف التقوى قد تعتدي بالقول، وتميل النفس إلى التجاوز؛ لأنها أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، ولكن إذا كانت التقوى قائمة في النفس فستكبح جماحها.
فالقول السديد هذا يدل على أن التقوى متمكنة في القلب، وتظهر في حال الشدة والمصيبة.
وكذلك قوله تعالى: ﴿اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة﴾ [المائدة: ٣٥]، وقوله ﷻ: ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾ [التوبة: ١١٩]، فإن هذه الأمور- أيضًا- من تمام التقوى.
وكذلك قوله جل وعلا: ﴿فاعبده وتوكل عليه﴾ [هود: ١٢٣]؛ فإن التوكل هو الاستعانة، وهو من عبادة الله؛ لكن خُصَّ بالذكر؛ ليَقصده المتعبد؛ لأنه معين له على سائر أنواع العبادة.
وإذا قلت: ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ [الفاتحة: ٥] فاعلم أنه لا غنى لك عن عون الله ﷿ طرفة عين، وكل ما حصل لك من خير