للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُحَمَّدًا- أَيْضًا- خَلِيل الله، كَمَا ثَبت ذَلِك فِي الأَحَادِيث الصَّحِيحَة المستفيضة.

ومَا يرْوى أَنْ العَبَّاس يُحْشر بَين حبيب وخليل، وأمثال ذَلِك فأحاديث مَوْضُوعَة لَا تَصلح أَنْ يُعْتَمد عَلَيْهَا».

محبة الله ﷿ صفة من صفاته، وهي ثابتة له ، ولا ينكرها إلا أهل التعطيل والعياذ بالله، فالله ﷿ يُحِبُّ ويُحَبُّ، يعني: تنسب له المحبة على وجهين: على أنها فِعل منه، وعلى أنها فعل نحوه، وهذه يثبتها أهل السنة والجماعة؛ فيَرون أن الله ﷿ يحبُّ بعضَ خلقه؛ كمحبته للأنبياء والصالحين والعمل الصالح، ومحبته للصابرين ومحبته للمتطهرين، ونحو ذلك، وكذلك من جهة العبد؛ فالعبد يحب ربَّه ويُعظمه ، ويتعلق قلبه به لكمال صفاته ولكمال إنعامه.

ثم أشار المصنف إلى الروافض وأذنابهم الذين نشروا الشرك وعبادة غير الله من القبور والأضرحة والعتبات التي يقدسونها ويحجون إليها ويطوفون بها ويذبحون عندها، ويستغيثون بعليِّ بن أبي طالب ?، ويصفونه بصفات الله، ويبغضون أبا بكر وعمر ويلعنونهما ويسبون عائشة ، وغير ذلك من كفرهم وضلالاتهم، وقد رد عليهم شيخ الإسلام في كتابه القَيِّم «منهاج السنة النبوية»، ودحض شبههم وفند مزاعمهم، وألزمهم الحجج الواضحة.

ولقد صدق الشعبي حين قال لمالك: «إنني قد درستُ الأهواء كلها، فلم أَرَ قومًا هم أحمق من الخشبية (طائفة من الروافض)، لو كانوا من الدواب لكانوا حُمُرًا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخمًا، وقال: أُحَذِّرك الأهواء المضلة، وشَرها الرافضة، وذلك أن منهم

<<  <   >  >>