لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع (١)، تحفة بالسمت الصالح، والهدي الحسن.
وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة والرقاق (٢)، لا سيما في "الجامع" للخطيب.
ولا تستنكر هذه الإشارة، فما زال أهل العلم ينبهون على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس، والله أعلم (٣).
(١) قوله: "لكنه الاقتصاد في اللباس"، أيضًا يتجنب الإنسان ذلك اللباس الذي له أثمان كثيرة، فإن هذا إسراف، والإسراف منهي عنه في الشريعة، وبالتالي إذا التزم الإنسان بهذه الآداب كان متصفًا بالسمت الصالح، والهدي الظاهر الحسن.
(٢) قوله: "وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة والرقاق"، أي: أن أهل العلم قد كتبوا لذلك أمثلة في كتب الرقائق والسنة، وقد ألف عدد من الأئمة كتبًا في هذا، وألفوا في الزهد كتبًا عديدة، ومثَّل المؤلف لذلك بكتاب "الجامع لآداب الراوي والسامع" للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى.
(٣) قوله: "ولا تستنكر هذه الإشارة، … "، أي: لا يقولن قائل: ما مدخل هذا في آداب طالب العلم فنقول:
أولًا: النصوص الشرعية قد وردت بهذه الآداب.
ثانيًا: الناس عند التزام هذه الآداب يُقبلون على علم ذلك المتعلم.
ثالثًا: الناس ينفرون ممن لم يتصف بهذه الآداب ولا يقبلون منه علمًا.
رابعًا: أن لبس ما يخالف ما تقدم يعدُّ من أنواع الشهرة التي تورث في النفس ترفعًا وتكبرًا، وطالب العلم ينبغي به أن يعالج نفسه من ذلك.