للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسيلة إلى الصلاة؛ لأنَّ المقصود هو الذي يخطر أولًا ثم يقع النظر في المقدمات والوسائل، ولذلك قيل: أول الفكر آخر العمل.

والحديث يَدُلُّ على أن الوضوء في نفسه عبادة يُثَابُ عَلَيْهَا، وأنه لِلذَّنْبِ مُكَفِّرٌ كما أنه لِلْحَدَثِ مُطَهِّرٌ، وإذا وُصِلَ به الصلاة زَادَ الثَّوَابُ وَالدَّرَجَاتُ.

أنبا والدي سَمَاعًا وَإِجَازَةً، أنبا سَعْدُ الخير، أنبا أبو بكر التَّمَّارُ، أنبا أبو الْقَاسِمِ السِّمْسَارُ، أنبا حمزه الدِّهْقَانُ، أنبا عبد الْكَرِيمِ بن الْهَيْثَمِ، ثنا عبد الله بن جَعْفَرٍ، ثنا عُبَيْدُ الله بن عَمْرٍو، عن زَيْدِ بن أبي أُنَيْسَةَ، عن عَدِيِّ بن ثَابِتٍ، عن أبي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ، عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبي قال: "مَنْ تَطَهَّرَ في بيته ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ من بُيُوتِ الله لِيُؤَدِّيَ فريضة الله عليه فَخَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةُ والأخرى تَرْفَعُ دَرَجَةً" (١).

وإذا وَقَعَ الوضوء كَامِلًا كما أَمَرَ الله تعالي به وَنَدَبَ إليه كَانَتِ الصلاة الْمُؤَدَّاةُ به أَبْلَغَ في جَلْبِ الْحَسَنَاتِ وَتَكْفِيرِ السِّيِّئَاتِ.

قَرَأْتُ على عبد الْوَاحِدِ بن عَلِيِّ بن محمد قال: أَنَبَا محمد بن الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ قال: أَنَبَا عبد الْوَاحِدِ بن الْفَضْلِ، أنبا محمد بن أحمد الْحَدَّادِيُّ، ثنا محمد بن عبد الْوَاحِدِ السِّمْنَانِيُّ، أنبا عُبَيْدُ الله بن محمد، ثَنَا أبو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بن الجَعْدِ، ثنا شُعْبَةُ، عن جَامِعِ بن شَدَّادٍ قال: سَمِعْتُ حُمْرَانَ يُحَدِّثُ أبا بُرْدَةَ في مسجد الْبَصْرَةِ وأنا قَائِمٌ معه، أنه سَمِعَ عُثْمَانَ بن عفان يُحَدِّثُ عن النبي قال: "مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ الله تعالى فَالصَّلَوَاتُ الخَمْسُ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ" (٢).


(١) رواه مسلم (٦٦٦/ ٢٨٢) من طريق عبيد الله.
(٢) "مسند ابن الجعد" (٤٧٢) كما رواه من طريقه الرافعي.

<<  <   >  >>