للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّهِ﴾ (١).

وَذُكِرَ أنَّ رسول الله ما عاش بعد نزول هذه الآية إلا سبعة أيام.

ولما نزل من المنبرِ حُمَّ وانتقل إلى جوار رحمة الله تعالى في الجمعة الأخرى، ولم يعش بعد ذلك المجلس إلَّا سبعة أيام، وهذا من عجيب الاتفاقات، وكأنه أُعْلِمَ بالحال، وبأنه حان وقت الارتحال، ودُفن يوم السبت، ولقد خرجت من الدار بكرة ذلك اليوم على قصد التعزية، وأنا في شأنه متفكرٌ، وما أصاب متكسرٌ؛ إذ وقع في خلدي من غير نيةٍ وفكرٍ ورويةٍ: [كامل]

بَكَتِ الْعُلُومُ بِوَيْلِهَا وَعَوِيلِهَا … لِوَفَاةِ أَحْمَدِهَا بْنِ إِسْمَاعِيلِهَا

كأنَّ أحدًا يكلمني بذلك ثم أضفت إليه حينئذٍ بالروية أبياتًا ذهبت عنِّي.

وكانت ولادته سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وهو خال والدتي وأبوها من الرضاع (٢).

[الفصل الثاني]

قوله: "أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ" يجوز أن يحمل على المشهور بمعنى الظن ويجوز أن يحمل على اليقين، وقد يرد الظن بمعنى اليقين كما في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ (٣).

وقوله: "يُخْبِرُ أَخْبَارًا" يعني أخبارًا تناسب ما ظننته من ضلالة عُبَّادِ الأوثان، فارتحلت إليه لأبحث عما عنده.


(١) البقرة: ٢٨١.
(٢) انظر "سير أعلام النبلاء" (٢١/ ترجمة ٩٤)، "التدوين في أخبار قزوين" (٢/ ١٤٤).
(٣) البقرة: ٤٩.

<<  <   >  >>