فالعم والخال مجروران بإضافة البلدة إليها، كما تقول: ببلدة عمٍّ وخالٍ، ودخول "لا" كسقوطها في اللفظ لكنها عملت من جهة المعنى فنفت كون البلدة التي هي بلدة عم وخال، ويقال أيضًا:"بلا مالٍ وعشيرةٍ" هما مجروران بالباء، كما لو لم تدخل فيه "لا" إلَّا أنها عملت في المعنى فنفته.
وقد يعد "لا" في مثل قولهم "فلان غير محسن ولا مجمل" تأكيدًا وزيادة، وقد قيل به في قوله تعالى: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ ويقرب منه قول القائل: ما رأيت زيدًا، ولا عمرًا.
وفيه فائدة وهي أن قول القائل:"ما رأيت زيدًا وعمرًا" ويحتمل أن يريد به أنَّ الرؤية ما جمعتهما أو أنَّه ما رآهما معًا، وإدخال "لا" يقطع هذين الاحتمالين.
ويقال: نَذَرتُ لله كذا، ونَذَر على نفسه، ونذر ماله يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْرًا، والإنذار: الإبلاغ، ولا يكون إلا في التخويف، ونَذِرَ القومُ بكسر الذال إذا علموا، وَتَنَاذَرُوا: خَوَّف بعضهم بعضًا.
وَتَكْفِيرُ الْيَمِينِ: الإتيان بيا يَجُبُّ الحنث فيها، والاسم الكفارة، والتكفير في السيئات كالإحباط في الحسنات.
[الفصل الثالث]
النَّذْرُ نوعان:
نَذْرُ تَبَرُّرٍ: وهو التزام قُرْبَةٍ في مقابلة نيل مطلوبٍ، كشفاء مريضٍ وغيرِهِ.
وَنَذْرُ لَجَاجٍ: وهو أن يمنع نفسه من فعلٍ، أو يَحْمِلَهَا عليه بتعليق التزامِ قُربةٍ، مثل أن يقول: إن فعلت كذا أو لم أفعل فعلي صوم أو صلاة أو عتق.
والمعصية لا يصحُّ التزامها بحالٍ لا مُعَلّقة بشفاء المريض ولا بشيء من