فَأُجْرِيَ مجراه، وانحذاف التنوين ها هنا على قاعدة الإضافة
وإذا كررت "لا" وأدخلتها على نكرةٍ بعد نكرةٍ فلك أن تفتحهما فتقول: "لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله"، وأن ترفعهما فتقول:"لا حولٌ ولا قوةٌ" وأن تفتح الأول وترفع الثاني فتقول: "لا حولَ ولا قوةٌ"، وأن تفتح الأول وتنصب الثاني فتقول:"لا حولَ ولا قوةً" وعلى ذلك أنشد: [رمل]
وإذا وصفت النكرة فلك أن تنصب فتقول:"لا رجل عالمًا في الدار" وأن تحذف التنوين من الصِّفة فتقول: "لا رجل عالم في الدار" كما حذفت من الموصوف، وأن ترفع فتقول:"لا رجل عالم" حملًا على الموضع؛ لأن موضع "لا" مع ما نفي بها رفع بالابتداء كخمسة عشر إذا ابتدأت به.
ولذلك قالوا: إنَّ "لا" مع ما بعدها تفتقر إلى خبر، لكنه قد يحذف الخبر لفهم المقصود بدلالة الحال عليه كما تقول:"لا درهم ولا مال" وتريد لي، ولا يجوز أن يقال:"لا رجل" ويراد: في الدار؛ إذ لم يسبق لها ذكر، وعلى هذا قالوا: قولنا: "لا إله إلا الله" الخبر منه محذوف والتقدير: لا إله لنا إلا الله أو في الوجود، وكذا قولنا:"لا حول ولا قوة إلا بالله" المعنى لا حول ولا قوة لنا إلا بالله.
وقد لا تعمل "لا" فيما بعدها وترفع على الابتداء فيقال: "لا رجل في الدار" وعلى هذا فيجوز أن تدخل على المعرفة فيقال: "لا زيدٌ عندي، ولا عمرو، ولا زيدٌ قائم، ولا عمرو خارجٌ" ولم يُجوزوا إعمال "لا" في المعرفة فلا نقول: "لا زيد عندي، ولا عمرو" إلا أن تكرر العلم وتريد: لا أحد عندي يسمى زيدًا.
وقد تجعل "لا" عاملة معنى "لا" لفظًا كقولهم: "أمسي ببلدة لا عمٍّ ولا خالٍ"