وذكر بعضهم أنَّ الأسماءَ التسعة والتسعين مفاتيح خزائن الرحمة المدخرة للمؤمنين في الآخرة من مائة رحمةٍ لله تعالى، قسم منها واحدة بين خلقه في الأرض بها يتعاطفون ويتراحمون فجعل العدد وفق العدد.
وقوله:"مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا" بعد قوله: "تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ" توكيدٌ للعدد المذكور لئلَّا يتوهم أنه على التقريب، وفيه فائدة رفع الاشتباه فقد يشتبه في الخط تسعة وتسعون بسبعة وسبعين.
[الفصل الرابع]
ك ثرت أسماؤه تعالى لعظمته وكبريائه وتوالي آلائه ونعمائه، واتصافه بالكمالات، وتنزهه عن الآفات، وكلٌّ في الدرجة التي ليست وراءها غاية، ولا لها في نفسها نهاية، فاستحقَّ لأصولها أسماءً ولكمالها أسماءً؛ وذلك كالعالم والعليم والعلام، وأيضًا فليكثر ذكرها والذاكرون لها فإن غفلوا عن بعضها أو في بعضها لم يحرموا عن بعضها أو عن الالتذاذ في بعضها، وإذا تأملتها وجدتها أساميًا لم تزده معرفة وإنما لذَّة ذكرناها.
ثم انقسمت أسماؤه باعتبارات:
إلى أسماء تدلُّ على فعله ليستروح إليه المؤمن طالبًا راغبًا أو راهبًا.
وإلى أساء تدلُّ على صفاته ليتخلَّقَ بها العالم ويتخذ من كلٍّ منها لنفسه صاحبًا.
وإلى أسماء تخصُّ دلالتها بذاته ليستغرق في ذكرها العارف، ويذهب في الله ذاهبًا. وباعتبار آخر إلى ما يختص به ليبوح به المذكور تارة كما قيل:[طويل]