للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: "غَمَزَ ذِرَاعِي" أي: طعن بإصبعه فيها أو قرصها.

وَالتَّمْجِيدُ النِّسْبَةُ إلى المَجْدِ: وهو الْكَرَمُ، وَالمَجِيدُ: الْكَرِيمُ، يُقَالُ: مَجُدَ فهو ماَجِدٌ وَمَجِيدٌ، وَمَاجَدْتُهُ فَمَجَدتُهُ: غَلَبْتُهُ بِالْمَجْدِ، وفي الْمَثَلِ: في كُلِّ شَجَرٍ نَارٌ، واسْتَمْجَدَ الْمَرْخُ (١) والعَفَارُ (٢) أي: يُورِيَانِ سَرِيعًا. (وَيُقَالُ: اسْتمْجَدَ) (٣) لِمَنْ يُكْثِرُ الْعَطَاءَ طَلَبًا لِلْمَجْدِ.

وَيُقَالُ غَضِبَ عَلَيْهِ يَغْضَبُ غَضَبًا ومغْضَبَةً، وأَغْضَبَهُ فَتَغَضَّبَ، وَرَجُلٌ غَضْبَانُ وامْرَأَةٌ غَضْبَى، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: غَضْبانَةٌ. وَقَوْمٌ غَضْبَى وغَضَابَى كَسَكْرَى وَسَكَارَى، وَرَجُلٌ غُضبَّةٌ بتشديد الباء: الَّذي يَغْضَبُ سَرِيعًا، وامْرَأةٌ غَضُوبٌ: عَبُوسٌ، وَغَاضِبَةٌ: رَاغِمَةٌ. وَالْغَضْبُ: الأحمر الشَّديدُ الحُمْرَةِ، يقال: أَحْمَرُ غَضْبٌ، وَغَضْبَي: مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ لا تُنَوَّنُ الْكَلِمَةُ ولا يَدْخُلُهَا الأَلِفُ واللَّامُ.

[الفصل الثالث]

أمُّ القرآن اسم من أسماء الفاتحة وردت به أحاديث، ولم سميت به؟

قيل: لأن الأم أصل الشيء وهي أصل سائر السور؛ لاشتمالها على شرف الربوبية وإقامة العبودية، وإليهما يرجع مفصل سائر السور.

وقيل: لتقدمها على سائر السور في المصحف ولتقدمها بالفضل والشرف كما سُمِّيت مكة أم القرى؛ لشرفها وتقدمها فقد روي أنها خلقت قبل الأرض بأربعين عامًا.


(١) المَرْخُ: شجرٌ سريعُ الوَرْيِ. الصحاح مرخ.
(٢) العَفَارُ: شجرٌ تقدح منه النار. الصحاح عفر.
(٣) ليس في س. ومثبت من د. وفي "الصحاح" للجوهري والمصنف كثير النقل عنه: لأنَّهما يُسرعان الوَرْيَ، فَشُبِّها بمن يكثر من العطاء طلبًا للمجد.

<<  <   >  >>