للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث]

قول عائشة : "لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ كَاتِمًا شَيْئًا مِنَ الْوَحْي لَكَتَمَ هَذِهِ الآيَةَ" سببه ما فيها من المعاتبة الظَّاهرة، وهو ما يُروى عنها وعن ابن مسعود أنه ما نزلت على الرسول آية أشد من هذه.

وقوله: ﴿لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ﴾ (١) المراد زيد بن حارثة وكان من سبي الجاهلية، قيل: انتقل من خديجة إلى رسول الله كما مرَّ، وقيل: إنه اشتراه بسوق عكاظ في الجاهلية.

وكانت تحته زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن حكيم الأسدية، أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله وقد كان خطبها النَّبِيُّ لزيد وهي وأخوها عبد الله بن جحش يظنَّان أنما (٢) يخطبها لنفسه، فلما علما الحال كرها ذلك؛ فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ (٣) فرضيا وسلَّما وزُوجت منه ومكثت عنده حينًا.

ثُمَّ اتفق أنه وقع بصرُ النَّبِيِّ عليها ووقعت في قلبه فقال: سبحان مقلب القلوب، وصرف النظر عنها، ثم قيل: إن الله كرهها إلى زيد حتي رغب في طلاقها.

ويروى عنها أنها قالت: لَمَّا وَقَعْتُ فِي قلب رسول الله لَم يقدر عليَّ زيدٌ


(١) الأحزاب: ٣٧.
(٢) في س: أنها.
(٣) الأحزاب: ٣٦.

<<  <   >  >>