للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَاظِبْ عَلَى كَتْبِ الأَمَالِي جَاهِدًا … مِنْ أَلْسُنِ الحُفَّاظِ وَالْفُضَلَاءِ

فَأَجَلُّ أَنْوَاعِ السَّمَاعِ بِأَسْرِهَا … مَا يَكْتُبُ الْإِنْسَانُ فِي الْإِمْلَاءِ

[الفصل الثاني]

استحبُّوا لِلْمُمْلِي أن يقرأَ قبل الإملاءِ سورةً خفيفةً من القرآن ويخفيها في نفسه، وأن يكون له مستمل عند الحاجة، وأن يستنصت المستملي الحاضرين قبل الإملاء، وأن يقول بسم الله الرحمن الرحيم ويحمد الله تعالى، ويصلي على نبيه، ثم يقول: من ذكرتَ رحمك الله ولا يقول: من حدثك أو أخبرك أو من سمعت فإنه لا يدري بأية لفظة يبتدئ، وأن يُمْلِيَ الْمُمْلِي ما يراه أنفع وأعمَّ فائدة، وأن يفسر ما يحتاج إلى تفسيره وبيانه، فعن أبي أسامة أن تفسير الحديث ومعرفته خير من سماعه، وأن يختم المجلس بالحكايات والإنشادات الْمُرِقَّةَ، وأن لا يطيل الإملاء إلا إذا عرف أنَّ الحاضرين لا يَتَبَرَّمُونَ به، وأن يدعو ويستغفر عند تمامه سرًّا وجهرًا.

[الفصل الثالث]

هذه ثلاثون مجلسًا أمليتها مبنية على ثلاثين حديثًا من الصحاح والحسان، تأسِّيًا بالأئمة الأولين، وتَبَرُّكًا بمقالات سيد المرسلين.

ورويتها بالروايات التي حضرتني وقت الإملاء، وفيها ما رويته بالإجازة وهو مسموع لي بطريقٍ آخر، وما رويته بالسماع وهو مسموع بأعلى من ذلك الإسناد، لكني لم أتفرغ للفحص.

وتكلمت في كلِّ حديثٍ من وجوهٍ وقعت في فصولٍ:

أحدها: ما يتعلق بإسناد الحديث وبعض أحوال رواته. وثانيها: فيما يتعلق بالعربية. وثالثها: في الفوائد والمعاني والشواهد والحكايات، وما يناسبها من

<<  <   >  >>