للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأُضِلَّ المَيِّتُ إِذَا دُفِنَ.

وأضللت بعيري إذا ذهب منك. وَضَلَلْتُ عن المسجد والدار إذا لم تَهْتَدِ إليهما. وتضليل الرجل: نِسْبَتُهُ إلى الضَّلَالِ. ورجل ضليل ومضلل إذا كان كثير التَّتَبُّعِ لِلضَّلَالِ، وأنشد: [وافر]

أَلَمْ تَسْأَلْ تُخَبِّرُكَ الدِّيَارُ … عَنِ الْحَيِّ المُضَلَّلِ أَيْنَ سَارُوا

وَأَرْضٌ مَضِلَّةٌ وَمَضَلَّةٌ: التي يُضَلُّ فيها الطريق كثيرًا. وَضَلِلْتُ أَضَلُّ وَضَلَلْتُ أَضِلُّ لُغَتَانِ.

[الفصل الثالث]

أبو طالب أحد أعمام النَّبِيِّ وكان في حجره حين توفي جده عبد المطلب، ويروى أنَّ عبد الله أباه توفي وهو ابن شهرين، وأنَّ أمه توفيت وهو ابن أربع سنين، وأنَّ جده توفي وهو ابن ثمان، فأوصى به إلى أبي طالب وقال: يا بني قد علمت شدَّةَ حُبِّي لمحمدٍ فانظر كيف تحفظني فيه. فقال أبو طالب: يا أبت لا توصني بمحمدٍ فإنه ابني وابن أخي، فلما مات عبد المطلب كان أبو طالب يؤثره بالنفقة والكسوة وعلى جميع أهله، واستصحبه مع نفسه إلى الشام، وكان يَذُبُّ بعد البعثة عن رسول الله وعن أصحابه، ويشفق عليه ويمنعه عن مشركي قريش. (ومشوا إليه) (١) بعمارة بن الوليد فقالوا له: قد عرفت حال عمارة في قريش، ونحن ندفعه إليك مكان محمد، فادفعه إلينا فمنعهم وقال: [طويل]

كَذَبَتُمْ وَبَيْتِ الله يُبْزَي مُحَمّدٌ … وَلَمَّا نُطَاعِنْ دُوْنَهُ وَنُنَاضِلِ


(١) ليس في س، د. والسياق يقتضيه فأثبته من "سيرة ابن هشام" (٢/ ١٠١ - ١٠٢)، "تاريخ الطبري" (١/ ٥٤٥).

<<  <   >  >>