للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغَيْثٌ صِنْديدٌ: عَظِيمٌ.

وقوله: ﴿حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ (١) أي: يكثر الإيقاع بالعدو، ويبالغ فيه، ويقال: أثْخَنَهُ المَرَضُ أي: اشْتَدَّ عليه وكذلك أَثْخَنَتْهُ الْجِرَاحُ.

[الفصل الثالث]

المشهورُ أنَّ المؤمنين يوم بدر كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر، والنَّيِّفُ المبهمُ ذِكرهُ ثلاثة عشر:

قَرَأْتُ على والدي قَالَ: قَرَأْتُ على عبد الملك بن أبي الْقَاسِمِ، عن أبي عَامِرٍ، عن أبي محمد، عن أبي الْعَبَّاسٍ، عن أبي عيسى قَالَ: ثَنَا واصل بن عبد الأعلى قال: ثَنَا أبو بكر بن عَيَّاشٍ، عن أبي إِسْحَاقَ، عن الْبَرَاءِ قال: كُنَّا نَتَحَدّثُ أن أَصْحَابَ بَدْرٍ كانوا كَعِدَّةِ أصحاب طَالُوتَ ثلاث مِائَةٍ وثلاثة عشر (٢).

ويروي عن ابن عباس أيضًا.

وفي "صحيح مسلم" (٣) في هذا الحديث: "وَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا".

ويروى "تِسْعَةَ عَشَرْ" (٤) والله أعلم.

وكأنَّهم ذكروا ما ذكروا على التَّقريبِ، وأما المشركون ففي الخبر أنهم كانوا ألفًا وزيادة، ووراءه قولان:

أحدهما: أنَّهم كانوا ألفًا أوَّلًا فردَّ الأخنس ثلاثمائة من بني زهرة وبقي


(١) الأنفال: ٦٧.
(٢) "جامع الترمذي" (١٥٩٨) وقال: حسن صحيح. كما رواه من طريقه الرافعي.
(٣) "صحيح مسلم" (١٧٦٣).
(٤) رواها الطبراني في "المعجم الكبير" (١١/ ٣٨٨).

<<  <   >  >>