للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني]

قوله: "هَلْ تُضَارُّونَ" روي بتشديد الراء مع رفع التاء وفتحها:

أمَّا على الرفع فهو من المضارّة، وأصله تُضارِرُون أو تُضارَرُون في إبصار بعضكم بعضًا بالزَّحمة على الرؤية كما يكون عند رؤية الهلال. وقيل: لا يجادل بعضكم بعضًا ولا يخالف، يقال: ضَارَرْتُه مضارة: إذا خالفته وضايقته.

وأما على الفتح فهو من التَّضارّ والأصل تتضارون فحذفت إحدى التاءين.

ويروى بتخفيف الراء ورفع التاء من الضير.

ويروى بدل اللَّفظة: "لَا تُضَامُّونَ" برفع التاء ونصبها أيضًا والميم مشددة من الضَّمِّ أي: ينضمُّ بعضكم إلى بعضٍ للرؤية كما يُفعل عند رؤية الهلال، وقد تخفف الميم والتاء مرفوعة من الضَّيْم وهو الظلم والنقص أي: لا ينالكم في رؤيته ضيمٌ بأن يراه بعضكم دون بعضٍ بل تستوون في ذلك.

وقوله: "فَإنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ" أي: بلا شبهة كما ترون الشمس والقمر بلا شبهةٍ، فالمقصود تشبيه الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي.

وقوله: "مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتْبَعُهُ" مقصوده أنَّ كلَّ عابدٍ يحال على معبوده ليأيس من عَبَدَ غير الله من رحمته ويعلم أنَّ عبادة غيره تودي به إلى الهلاك مع الهالكين، ويروى في الحديث من بعض الروايات أنه لا يبقى من كان يعبد غير الله أحدٌ إلَّا تساقط (١) أي: في النار.

والطَّوَاغِيتُ جمع طَاغُوتٍ وهي الأصنام، ويقال: الطَّاغُوتُ: الشَّيطان والكاهن وكُلُّ رأسٍ في الضَّلال، ويقال: الطَّاغُوتُ: كلُّ ما عُبِدَ من دون الله.


(١) وردت في رواية أبي سعيد الخدري في "مسند الطيالسي" (٢١٧٩). بنحوه.

<<  <   >  >>