للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه.

ويدلّ عليه دعاءُ رَسُول الله : "أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ هو لك سَمَّيْتَ به نفسك أو أَنْزَلْتَهُ في كتابك أو عَلَّمْتَهُ أَحَدًا من خَلْقِكَ أو اسْتَأْثَرْتَ به في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ … " (١).

فقال العلماءُ: قوله: "لله تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا" مع قوله: "مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّة" قضية واحدة لا قضيتان، وهو كقول القائل: "لفلان مائة درهم أعدها للصدقة" ولا يقتضي أن لا يكون له دراهم غيرها.

وأما تخصيص التسعة والتسعين؛ فقد ذكر الإمام الغزالي فيه احتمالين:

أحدهما: أنَّ المعاني الشَّريفة الدَّالة على الكمال والعظمة بلغت هذا المبلغ اتفاقًا، كما أنَّ الصفات عند أهل الحقِّ سبع أو ثمان؛ لأنَّ دلالة الدليل عليها وافقت هذا العدد لا أنَّ المقصد العدد.

والثاني: ما أشار إليه في آخر الخبر وهو أنه وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ فسمَّى نفسه بتسعةٍ وتسعين اسمًا شرَّفها ولم يكملها مائة رعاية للإيتار.


(١) رواه أحمد (١/ ٣٩١)، وابن حبان (٩٧٢)، والحاكم (١/ ٥٠٩) من طريق أبي سلمة الجهني، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن.
قلت: قال الحافظ في "لسان الميزان" (٧/ ٥٦): أبو سلمة الجهني حدث عنه فضيل بن مرزوق لا يدري من هو انتهى. وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وأخرج حديثه في "صحيحه" وأحمد في "مسنده" والحاكم في "مستدركهـ" وتعقبه الذهبي بما ذكره هنا فقط، وقرأت بخط ابن عبد الهادي يحتمل أن يكون هو خالد بن سلمة وفيه نظر لأنَّ خالد بن سلمة مخزومي وهذا جهني.
والحق أنه مجهول الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في "الثقات" ويحتج به في الصحيح إذا كان ما رواه ليس بمنكر. أهـ.

<<  <   >  >>