للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصمد تكرر (١) في الرواية والرحيم كذلك؛ فهو في أحد الموضعين تابع، ويمكن أن يكون المنير تفسيرًا للنور غير معدودٍ لنفسه، وأن يكون المتين صفة للقوة لا اسمًا آخر.

والثالث: روى عبد العزيز بن الْحُصَيْنِ بن التَّرْجُمَانِ، عن أَيُّوبَ وهشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هُرَيْرَةَ عن رسول الله الأسماء التسعة والتسعين مُفَصَّلَةً على ترتيبٍ آخر، وفيها تبديل بعض الأسماء ببعض، ومما ذكر فيها: ذو المعارج، وذو الفضل، والخلاق، والكفيل، والمولى، والنصير، والقديم، والفاطر، والوفي، وغيرها (٢).

وفي هذه الطّرقِ اختلافٌ في أعيان الأسماء وفي التقديم والتأخير، ولاختلافها ذهب ذاهبون إلى أنه ليس المقصود تسعة وتسعين اسمًا بأعيانها؛ بل الغرض أن يستخرج المتأمل بنظره تسعة وتسعين اسمًا من الكتاب والسنة، وقد يميل كلام الحاكم الْحَلِيمِيِّ والحافظ الْبَيْهَقِيِّ إلى هذا، ويتوجه عليه أن يقال: قوله: "أَحْصَاهَا" أي: استوفي هذا العدد ملتقطًا من الكتاب والسنة.

وقد يسبقُ إلى الفهم من لفظ الخبر انحصار أسماء الله تعالى في تسعة وتسعين، لأنَّ تخصيص هذا العدد بالذكر إنَّما يحسن إذا انحصرت الأسماء فيه، ألا ترى أنَّ من يملك ألفًا لا يحسن أن يقال: له تسعة وتسعون مثلًا، لكن أسماءه لا تنحصر


(١) في س: مكرر. والمثبت من د.
(٢) رواه الحاكم من طريقه (١/ ٦٣).
وعبد العزيز بن الحصين: قال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن معين: ضعيف، وقال مسلم: ذاهب الحديث، وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين.
انظر "لسان الميزان" (٤/ ٢٨).

<<  <   >  >>