للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيره بأن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين والقدمان منصوبتان (١). وذلك مما يفعله المستعجل، وهذا أحد الوجوه في تفسير الإقعاء المنهي عنه.

والْعُقْبَةُ في الأَصْلِ: النَّوْبةُ، والجمع الْعُقَبُ، وكأنَّ المراد به نوبة من نوب الجلوس، ويجوز أن تؤخذ اللفظة من عُقْبَةِ الطائر: وهي ما بين ارتفاعه وَانْحِطَاطِهِ؛ لأن في هذه الْهيئةِ ارتفاعًا.

وأما النسبة إلى الشيطان فسببها أن الشيطان يأمر بمكروه الشرع ويدعو إليه ويفرح به، ويقرب منه ما رُوِيَ أنه قال: "إذا تَوَضَّأْتُمْ فلا تَنْفُضُوا أَيْدِيَكُمْ فإنها مَرَاوِحُ الشيطان" (٢).

وقوله: "عَنْ افْتِرَاشٍ كَافْتِرَاشِ السَّبُعِ" قال في "الغريبين": هو أن يبسط ذراعيه ولا يُقِلَّهُمَا عن الأرض مُخَوِّيًا إذا سجد كما يفترش الذئب ذراعيه.

وقوله: "السَّبُعِ أو الْكَلْبِ" يجوز أن يكون شكًّا من بعض الرواة، ويجوز أن يريد بالسبع ما يتوحش وبالكلب هذا الألوف.

وقوله: "وكان يَخْتِمُ الصَّلاةَ بِالتَّسْليِمِ" يبين أنه كان يسلم في آخر الصلاة، وقد روي أنه قال: "صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" (٣) فقد يحتج بذلك


(١) "غريب الحديث" (٢/ ١٠٩).
(٢) رواه ابن حبان في "المجروحين" (ترجمة ١٥٨)، والديلمي في "مسند الفردوس" كما عزاه له في كنز العمال من حديث أبي هريرة.
قال ابن أبي حاتم في "العلل" (٧٣): سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار عن البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة … فقال: هذا حديث منكر والبختري ضعيف الحديث وأبوه مجهول.
وقال الألباني في "الضعيفة" (٢/ ٣٠٣): موضوع.
(٣) رواه البخاري (٦٣١).

<<  <   >  >>